کد مطلب:240955 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:127

خرجت علی أن لاإله الا أنت
روی الصدوق بإسناد إلی موسی بن سلام قال: اعتمر ابوالحسن الرضا علیه السلام فلما ودع البیت و صار إلی باب الحناطین لیخرج منه وقف فی صحن المسجد فی ظهر الكعبة ثم رفع یدیه فدعا، ثم التفت إلینا فقال: نعم المطلوب به الحاجة إلیه الصلاة فیه أفضل من الصلاه فی غیره ستین سنة [أو شهرا] ، فلما صار عند الباب قال: اللهم إنی خرجت علی أن لاإله إلا أنت».

كلمة «علی» عاملها الخروج علی التضمین أی خرجت معتقدا بوحدانیتك و أن لاإله سواك. و نظیرها كلامه الآخر روحی فداه قد رواه الصدوق أیضا بسنده عن إبراهیم بن أبی محمود قال: رأیت الرضا علیه السلام ودع البیت، فلما أراد أن یخرج من باب المسجد خر ساجدا ثم قام فاستقبل الكعبة و قال: «اللهم إنی انقلبت علی أن لاإله إلا الله» [1] .

و تعلیق الحالتین الخروج؟أو الانقلاب المفسر بالخروج أو أیة حالة من حالات الإنسان نیراد من ذلك كله ذكره تعالی الذی هو علی كل حال حسن كما جاء التصریح به فی أحادیث أهل البیت علیهم السلام. ففی الصحیح عن الباقر أبی جعفر علیه السلام قال:

«مكتوب فی التوراة التی لم تغیر أن موسی سأل ربه فقال: إلهی إنه یأتی علی مجالس أعزك و أجلك أن أذكرك فیها فقال: یا موسی إن ذكری حسن علی كل حال» [2] .

أو یراد بیان التوحید و ترك الحول و القوة إلا بالله الواحد الأحد الفرد الصمد و لاقوة علی فعل من ألافعال و لاعلی شی ء آخر إلا بقوته تعالی و مشیئته لا «بكد الیمین



[ صفحه 248]



و عرق الجبین» المثل السائر بل بتوفیقه عزوجل یطاع و بحوله تترك المعاصی فقد جاء فی الكاظمی: «مر أمیرالمؤمنین علیه السلام بجماعة بالكوفة و هم یختصمون فی القدر، فقال لمتكلمهم: أبالله تستطیع أم مع الله أم من دون الله تستطیع؟! فلم یدر ما یرد علیه، فقال أمیرالمؤمنین علیه السلام إنك إن زعمت إنك بالله تستطیع فلیس لك من الأمر شی ء، و إن زعمت أنك مع الله تستطیع فقد زعمت أنك شریك معه فی ملكه، و ان زعمت أنك من دون الله تسطتیع فقد ادعیت الربوبیة من دون الله عزوجل، فقال: یا أمیرالمؤمنین: لا، بل بالله أستطیع فقال علیه السلام: أما إنك لوقلت غیر هذا لضربت عنقك» [3] .



[ صفحه 249]




[1] المصدر.

[2] الوسائل 219:1 و فيه عدة أخري بلفظه و معناه.

[3] التوحيد 353 - 352.

أقول: في نفس الوقت إن الكلام الرضوي فيه من آداب بيت الله الحرام لمن أراد الخروج منه. و باب الحناطين قال الطريحي: في الحديث «لا تسلم ولدك حناطا فإنه يحتكر الطعام علي أمتي» الحناط بفتح الحاء و التشديد: بياع الحنطة بالكسر وهي القمح و البر بضم الباء، و الجمع حنط و منه «فخرج من باب الحناطين»، لبيعهم الحنطة هناك، و قيل لبيعهم الحنوط، و الحنوط كرسول، و الحناط ككتاب: طيب يوضع للميت خاصة. مجمع البحرين في «حنط».